واحـدة، وفي آباء الكنيسة الأقدمين من كان لهـم كثير من
الزوجات، وقد كان في أقـدم عصور المسيحية إباحة تعدد الزوجات في أحوال استثنائية
وأمكنة مخصوصة.
قال وستر مارك العالم الثقة في تاريخ الزواج:(إن تعدد الزوجات ـ
باعتراف الكنيسة ـ بقي إلى القرن السابع عشر، وكان يتكرر كثيراً في الحالات التي
لا تحصيها الكنيسة والدولة)
ويقول أيضاً في كتابه المذكور:(إن ديار ماسدت ملك أيرلندة كان
له زوجتان وسرِّيتـان)
وتعددت زوجات الميروفنجيين غير مرة في القرون الوسطى، وكان
لشرلمان زوجتان وكثير من السراري، كما يظهر من بعض قوانينه أن تعدد الزوجات لم
يكن مجهولاً بين رجال الدين أنفسهم.
وبعد ذلك بزمن كان فيليب أوفاهيس، وفردريك وليام الثاني البروسي
يبرمان عقد الزواج مع اثنتين بموافقة القساوسة اللوثريين، وأقر مارتن لوثر نفسه
تصرف الأول منهما كما أقره ملانكنون.
وكان لوثر يتكلم في شتى المناسبات على تعدد الزوجات بغير
اعتراض، فإنه لم يحرم بأمر من الله، ولم يكن إبراهيم ـ وهو مثل المسيحي الصادق ـ
يحجم عنه إذ كان له زوجتان.. نعم إن الله أذن بذلك لأناس من رجال العهـد القديم
في ظروف خاصة ولكن المسيحي الذي يريد أن يقتدي بهم يحق له أن يفعل ذلك متى تيقن
أن ظروفه تشبه تلك الظروف، فإن تعدد الزوجات على كل حال أفضل من الطلاق.
وفي سنة 1650 ميلادية بعد صلح وستفاليا، وبعد أن تبين النقص في
عدد السكان من جراء حروب الثلاثين، أصدر مجلس الفرنكيين بنورمبرج قراراً يجيز
للرجل أن يجمع بين زوجتين.. بل ذهبت بعض الطوائف المسيحية إلى إيجاب تعدد الزوجات،
ففي سنة 1531م نادى اللامعمدانيـون في مونستر صراحة بأن المسيحي ـ حـق المسيحي ـ
ينبغي أن تكون له عدة زوجات، ويعتبر المورمون كما هو معلوم أن تعدد الزوجات نظام
إلهي مقدس.