الوثنيين الاجتماعية التي وجدناهم عليها، وليس من الكياسة أن
نحرم عليهم التمتع بأزواجهم ما داموا نصارى يدينون بدين المسيح، بل لا ضرر من ذلك
ما دامت التوراة وهي الكتاب الذي يجب على المسيحيين أن يجعلوه أسـاس دينهم تبيح
هذا التعدد، فضلاً عن أن المسيح قد أقر ذلك في قوله (لا تظنوا أني جئت لأهدم بل
لأتمم)[1]
بل أعلنت الكنيسة رسمياً السماح للأفريقيين النصارى بتعدد
الزوجات إلى غير حدٍّّ.
ظهر على سلمان كثير من الارتباك لكنه فر منه بقوله: لا بأس.. قد
نقبل كل ما ذكرتم.. ولكن التعدد الذي قام به محمد مختلف تماما.. لقد قهر زوجاته
قهرا.
ابتسم الحكيم، وقال: لاشك أنك محام؟
قال سلمان: لقد أخطأت في حدسك، أنا روائي، ولست محاميا.
قال الحكيم: فكيف عرفت أن نساءه قهرن قهرا.. عادة لا يعرف هذا
إلا المحامون الذين يلجأ إليهم النساء ليخلصوهن من أزواجهن.
قال سلمان: التاريخ.. وحقائق التاريخ.. فهي أفصح من كل لسان.
قال الحكيم: ما دام التاريخ هو الحاكم.. أليس من الأجدر أن نبحث
في تواريخ هؤلاء النسوة التي أثير كل هذا الشغب من أجلهن، فانبرى كل الناس يدافع
عنهن.. يريد أن يخلصهن من حبيبهن.. لنرى مدى السعادة أو الشقاء الذي وجدنه صحبة
رسول الله a لنحكم
بعد ذلك.
قال سلمان، وقد فوجئ بجواب الحكيم الهادئ: ومن أين لنا أن نعرف
تواريخ هؤلاء النسوة؟
قال الحكيم: ليس هناك في الدنيا شخصية عرفت جميع أسرارها.. بل
عرف جميع