أبوه: (من أنت؟) قال: (أنا ابنك البكر عيسو). فارتعش إسحق
ارتعاشا شديدا وقال: (فمن هو الذي صاد صيدا وجاءني به، فأكلت منه كله قبل أن تجيء
وباركته؟ نعم، باركته ومباركا يكون). فلما سمع عيسو كلام أبيه صرخ عاليا بمرارة
وقال له: (باركني أنا أيضا يا أبي). فأجابه: (جاء أخوك بمكر وأخذ بركتك). فقال
عيسو: (ألأن اسمه يعقوب تعقبني مرتين؟ أخذ بكوريتي، وها هو الآن يأخذ بركتي).
وقال: (أما أبقيت لي بركة؟)
فأجابه إسحق: (هاأنا جعلته سيدا لك، وأعطيته جميع إخوته عبيدا،
وزودته بالحنطة والخمر، فماذا أعمل لك يا ابني؟) فقال عيسو: (أما لك غير بركة
واحدة يا أبي؟ باركني أنا أيضا يا أبي). ورفع عيسو صوته وبكى. فأجابه أبوه:(بعيدا
عن خصوبة الأرض يكون مسكنك، وعن ندى السماء من فوق. بسيفك تعيش وأخاك تخدم فإذا
قويت تكسر عن عنقك نيره)
وحقد عيسو على يعقوب بسبب البركة التي باركه بها أبوه. وقال
عيسو في نفسه: (إقتربت أيام الحداد على أبي. فأقتل يعقوب أخي). وجاء من أخبر رفقة
بكلام عيسو، فاستدعت يعقوب وقالت له: (أخوك ينوي أن يقتلك. والآن اسمع لكلامي يا
ابني، فقم اهرب إلى لابان أخي في حاران، وأقم عنده أياما قليلة حتى يهدأ غضب أخيك
فإذا هدأ غضب أخيك ونسي ما فعلت به أرسل وآخذك من هناك. لماذا أفقدكما في يوم
واحد؟)
قال الحكيم: يكفيني ما قرأته.. هل ترى هذا سلوك نبي أبي
أنبياء!؟.. نحن المسلمين لا نقول هذا .. بل ننزه الأنبياء عن كل خطيئة صغيرة كانت
أو كبيرة..
لقد ذكر بعض علماء المسلمين.. وهو ابن حزم.. في نقد لاذع وتحليل
رائع، ما في هذا النص من أكاذيب وخرافات ومتناقضات فقال: وفي هذا الفصل فضائح
وأكذوبات وأشياء تشبه الخرافات، فأول ذلك اطلاقهم على نبي الله يعقوب ـ عليه
السلام ـ أنه خدع أباه وغشه وهذا مبعد عمن فيه خير من أبناء الناس مع الكفار
والأعداء، فكيف من نبي مع أبيه وهو نبي أيضا؟! هذه سوءات مضاعفات.