فرأى رجلا مصريا يضرب رجلا عبرانيا من إخوته فالتفت الى هنا
وهناك ورأى ان ليس احد فقتل المصري وطمره في الرمل)
قال الحكيم: ألا ترى كيف يصور الكتاب المقدس نبي الله موسى متعمدا
للقتل.. بل تعتبره عنصريا، فهو لم يقتله إلا لأنه مصري.
التفت إلى أخي، ثم قال: اقرأ علي ما ورد في (سفر الخروج:4/10-
17)
قرأ أخي: (فقال موسى للرب: (يا رب! ما كنت يوما رجلا فصيحا. لا
بالأمس ولا من يوم كلمتني أنا عبدك بل أنا بطيء النطق وثقيل اللسان) فقال له الرب:
(من الذي خلق للإنسان فما؟ ومن الذي خلق الأخرس أو الأصم أو البصير أو الأعمى؟ أما
هو أنا الرب؟ فاذهب وأنا أعينك على الكلام وأعلمك ما تقول) فقال موسى: (يا رب!
أرسل أحدا غيري) فغضب الرب على موسى غضبا شديدا وقال له: (أعرف هرون اللاوي أخاك
أنه فصيح اللسان وها هو الآن خارج للقائك وحين يراك يفرح في قلبه. فكلمه أنت بما
تريد أن ينطق به، وأنا أعينكما على ما تقولانه وأعلمكما وأريكما ما تعملانه. هو
يخاطب الشعب عنك وينطق باسمك، وأنت تكون له كأنك الله يوحي إليه. وخذ بيدك هذه
العصا، فبها تصنع المعجزات)
قال الحكيم: ألا ترى كيف نص الكتاب المقدس على أن الله غضب على
موسى غضبا شديدا؟
سكت أخي، فقال له الحكيم: اقرأ علي ما ورد في (سفر
الخروج:32/19)
قرأ أخي:(فلما دنا من المحلة وأبصر العجل وجوق المغنيين فاشتد
غضب موسى ورمى باللوحين من يده فكسرهما في أسفل الجبل)
قال الحكيم: أليس هذان اللوحان كانا من عمل الله وخط الله؟
قال أخي: بلى.. وقد صرح بذلك في هذا الباب.
قال الحكيم: فكسرهما خطأ، ولم يحصل بعد ذلك مثلهما، لأن اللوحين
اللذين حصلا