ومما يقال عقب صلاتي الصبح والمغرب خاصة ما ورد في الحديث من
قوله a: (إذا
صليت الصبح فقل قبل أن تُكلِّمَ أحداً: اللهم أجِرْني من النار، سبع مرات، فإنك إن
مت من يومك ذلك كتب الله عزَّ وجلَّ لك جِواراً من النار، وإذا صليت المغرب فقل
مثل ذلك، فإنك إن مت من ليلتك كتب الله عزَّ وجلَّ لك جِواراً من النار)[2]
الطعام:
ما استتم الصبي حديثه هذا حتى سمعنا صوتا لامرأة من داخل الدار
تصيح: يا علي، تعال لتقدم الطعام لجدك ولضيفه، فقد أطلنا عليهم.
قال جعفر: انتظر يا علي.. دعنا نصلي المغرب أولا.. فقد آن
أوانه.
صلينا المغرب في مسجد قريب، وصلى معنا الصبي، وكنت أرمقه بطرف
بصري، وهو يصلي، فرأيت من الخشوع في صلاته ما لا يضاهيه فيه إلا جده.
اقتربت منه، وقلت: لقد من الله عليك بذاكرة.. فلو سخرتها في
العلم.
قال: لا خير في عالم لا يبدأ بالتعرف على مولاه.
قلت: فأنت تريد أن تبدأ بالتعرف على مولاك؟
قال: من لم يتعرف على مولاه عاش في جهل، ولو حفظ جميع دواوين
الدنيا.. ومن تعرف على مولاه علمه من العلوم ما لا تستطيع جميع دواوين الدنيا أن
تستوعبه، أو تحيط به.
قلت: العلوم كثيرة.. ونحن في عصر كثرت فيه العلوم وتفرعت.
قال: وأنا أتعلمها من مولاي، فأزداد معرفة به، وشوقا له.. فصنعة
مولاي تدل عليه.
[1] رواه أحمد وابن خُزَيمة وابن حِبَّان والترمذي، ورواه مسلم
إلا أنه ذكر هذا الدعاء بين التَّشهُّد والتسليم وليس بعده.
[2] رواه الطبراني وأحمد وأبو داود والنَّسائي وابن حِبَّان.