وكان منفذا بعد ذلك لقوله a: (إذا أكل أحدكم فليذكر اسم الله
تعالى في أوله فإن نسي أن يذكر اسم الله تعالى في أوله فليقل: بسم الله أوله
وآخره)[1]، قال عمر بن أبي سلمة: قال لي رسول
الله a: (يا
بني سم الله تعالى وكل بيمينك وكل مما يليك)[2]
قال جعفر: فما سر التسمية، وما سر بركاتها؟
قال الصبي: المسمي يأكل من فضل الله، وبإذن الله.. فلذلك يعطى
من بركات الله، ومن خزائن الغيب ما لا تراه الأبصار.
قال جعفر: وغيره؟
قال الصبي: يغير على فضل الله كما يغير اللصوص من غير استئذان،
فلذلك، يأكل ولا يشبع، ويدخل في جوفه الطعام، ولا يدخل في جوفه بركته.
قال جعفر: ألك شاهد على ذلك؟
قال الصبي: لقد ورد في الحديث أن رسول الله a كان يأكل الطعام في نفر من أصحابه
فجاء أعرابي فأكله بلقمتين، فقال رسول الله a: (أما إنه لو سمى لكفاكم، فإذا أكل
أحدكم فليذكر اسم الله، فإن نسي أن يذكر اسم الله فليقل: باسم الله أوله وآخره)[3]
وفي حديث آخر: أن أصحاب رسول الله a قالوا: يا رسول الله إنا نأكل ولا
نشبع، قال: (لعلكم تتفرقون)، قالوا: نعم، قال: (اجتمعوا على طعامكم، واذكروا اسم
الله تبارك