قال: لا.. ستستفيد أشياء جديدة تعرفك بالإنسان الكامل الذي تبحث
عنه.
قلت: أرى لك فراسة عجيبة.
قال: دعنا منها.. وأجبني: هل يمكن لمن عرف الله، وتلذذ بمعرفته
أن يرغب عنه؟
قلت: وكيف يرغب عنه؟
قال: بالالتفات إلى غيره، والخضوع لغيره، والتسليم لغيره.
قلت: من عرف الله كما عرفه الصادق، فلن يقع في مثل هذا.
قال: فالعبودية ثمرة المعرفة.. ومن عرف الله أقبل إليه بكل
كيانه، وذلك الإقبال هو العبودية.. فالعبودية خضوع تام لله.. خضوع راغب مقبل محب
متذلل.. لا خضوع كاره مبغض مكره.
قلت: فكيف تكون هذه العبودية؟
قال: لقد بحثت في دفاتر الوراقين عن رجل اكتملت له العبودية لله
لأجعل منه النموذج الأكمل الذي أهتدي بهديه وأستنير بنوره.. فلم أجد فيها إلا
محمدا a.. فهو
الإنسان الوحيد الذي اكتملت له العبودية لله بكل تجليات جمالها.
قلت: فحدثني عن عبودية محمد لربه؟
قال: لقد اتصفت عبادة رسول الله a لربه بصفتين.. من اجتمعت فيه
اكتملت له وراثة رسول الله a في هذا الجانب، ومن كان له بعضها كان له من القصور بحسب تفريطه
في سائر الجوانب.