قال: فكذلك أرواح أولئك المكبلين في قضبان أجسادهم تشتاق لسماع
نغمات الأرواح الطيبة التي تنطلق من أفواه الزهاد.
قلت: فهل ينتفعون بزيارته؟
قال: كما لا ينتفعون بزيارة بعضهم لبعض.. إن ما تراه من رشحات
الرحمة والعدل التي يبدونها في بعض الأحيان لا تنطلق إلا من هذا البيت وأمثال هذا
البيت.
قلت: فلم تتعب المعارضة نفسها في تحقيق مطالبها.. فلو أنها
اتخذت بيتا مثل هذا البيت لنالت مطالبها من غير عناء؟
قال: وأين الحرص والطمع؟.. فهما الذئبان العاويان اللذان لا هم
لهما إلا القضاء على حقيقة الإنسان.. لقد ذكر رسول الله a ذلك، فقال: (ما ذئبان جائعان أرسلا
في غنمٍ بأفسد لها من حرص المرء على المال والشرف لدينه)[1]
بينما نحن كذلك إذ خرج صبي صغير من البيت، ونادى فينا: من يريد
السيد فليدخل.. فإن السيد في انتظاره.