لقد قال a يذكر ذلك: (يتبع الميت ثلاثة: أهله
وماله وعمله: فيرجع اثنان، ويبقى واحد: يرجع أهله وماله ويبقى عمله)[1]
وأخبر a أن جميع نعيم الدنيا لا يعدل لحظة عذاب يعذب فيها المتنعم بسبب
ذنوبه، فقال: (يؤتى بأنعم أهل الدنيا من أهل النار يوم القيامة، فيصبغ في النار
صبغة، ثم يقال: يا ابن آدم، هل رأيت خيرا قط؟ هل مر بك نعيم قط؟ فيقول: لا والله
يا رب، ويؤتى بأشد الناس بؤسا في الدنيا من أهل الجنة، فيصبغ صبغة في الجنة، فيقال
له: يا ابن آدم، هل رأيت بؤسا قط؟ هل مر بك شدة قط؟ فيقول: لا والله، ما مر بي بؤس
قط، ولا رأيت شدة قط)[2]
وأخبر a أن أكثر ما يملأ الدنيا مجرد لهو فارغ لا قيمة له في ميزان
الحقيقة، قال a: (ألا
إن الدنيا ملعونة، ملعون ما فيها، إلا ذكر الله تعالى، وما والاه، وعالما ومتعلما)[3]
وقد أخبر بعضهم أنه أتى النبي a، فسمعه يقرأ:﴿ أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ
﴾ (التكاثر:1)، ثم قال: (يقول ابن آدم: مالي، مالي، وهل لك يا ابن آدم من
مالك إلا ما أكلت فأفنيت، أو لبست فأبليت، أو تصدقت فأمضيت؟!)[4]
بل إن النبي a كان يعتبر المنشغل بأمثال تلك اللعب عبدا رقيقا لها، فقال: (تعس
عبد الدينار، والدرهم، والقطيفة، والخميصة، إن أعطي رضي، وإن لم يعط لم يرض)[5]