قال الأول: بالعلم، وباحترام
الإنسان، والبحث عما يوفر له الراحة والسعادة.
قال الثاني: ليس ذلك فقط..
هناك شيء آخر اسمه التضحية.
قال الأول: التضحية بالجهد
والوقت..
قال الثاني: بل بالإنسان..
قال الأول: أعلم ذلك..
الأطباء قد يضطرون أحيانا إلى ذلك.. لقد اضطر ادوارد جينر إلى إجراء تجاربه حول
لقاحات الجدري على ابنه وأبناء منطقته.. واضطر يوهان يورج إلى تناول سبعة عشرة
دواء بجرعات مختلفة، وذلك لاختبار مميزات كل دواء على المرضى.. لقد كان لويس
باستور يعارض إجراء التجارب على البشر، ولكنه في النهاية أذعن عندما أدرك أن موت
أحد الأطفال الذين كان يعالجهم أصبح أمرا واقعا لا محالة.
قال الثاني: التضحية
الاختيارية وحدها لا تكفي.. هناك تضحية أخرى قد تبرر ما نريد فعله.
قال الأول: التضحية الجبرية؟
قال الثاني: لقد لعب النازيون
دورا بارزا في التجارب البشرية، وأسهبوا في استخدام أسرى الحرب، خلال الحرب
العالمية الثانية، لإجراء تجارب علمية أو تجارب تعذيب بحق السجناء.
ويعتبر الطبيب الألماني النازي جوزف
مينجيلي أشهرهم إذ أجرى العديد من العمليات والتجارب على الأحياء من السجناء في
معسكرات الاعتقال والأسر، واشتملت التجارب على وضع الأشخاص في غرف لقياس الضغط
وتجربة بعض الأدوية عليهم وتجميدهم في غرف مثلجة حتى الموت ووصل الأمر إلى تقطيع
أجسادهم..
قاطعه الأول قائلا: لا تحدثني عن أولئك
النازيين المتعطشين للدماء، فلا ينبغي أن