responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النبي الإنسان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 32

ووجدت فيه الورع الذي لم تنحرف به أهواؤه ليزاحم بها أوامر الله.

ووجدت فيه العالم الذي فقه أسرار الحياة.. كما فقه قبلها أسرار الوجود.

ووجدت فيه الإمام الذي استطاع أن يؤسس دولة الروح..

ووجدت فيه القائد الذي استطاع أن يؤسس دولة الأجساد..

ووجدت فيه الطبيب الذي يمسح عن نفوسنا آلام الكآبة، وكدورات الاضطراب.

ووجدته مع ذلك كله بشرا كالبشر يأكل ويشرب ويسير في الأسواق..

ووجدته فوق ذلك كله رسولا له من العلاقات مع السماء ما يفوق علاقاته مع الأرض.

قلت: لقد صحبت رجالا من ورثة محمد.. ولكني لم أسمعهم يذكرون ما ذكرت.

قال: الناس مختلفون في ميراثهم بقدر اختلافهم في أنسابهم.

قلت: رأيت بعضهم يركز على العرفان؟

قال: لأنهم لم يروا في رسول الله إلا العارف.. فحجبوا بالعارف عن العابد والزاهد والعالم.. والإمام والقائد.

قلت: ورأيت بعضهم يركزون على السياسة؟

قال: لقد حجب هؤلاء بالرسول القائد عن الرسول الإمام والرسول العارف.

قلت: ورأيت بعضهم يركز على مظاهر معينة يختصر فيها السنة؟

قال: فهؤلاء حجبوا بالرسول البشر عن الرسول الذي اجتمعت فيه كل خصائص الكمال الإنساني.

قلت: فهل تأذن لي في صحبتك لأتعلم منك كيف كان رسول الله a؟

قال: أنا أحقر من أن أمثل رسول الله a.. ما أنا إلا بركة صغيرة تريد أن تضم الشمس على صفحتها.

قلت: فأذن لي أن أتفرج من خلال صفحتك على شمس رسول الله.

نام کتاب : النبي الإنسان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 32
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست