والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة
فكان بعضهم أسفلها وكان بعضهم أعلاها، وكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء
مروا على من فوقهم فقالوا: لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقاً فلم نؤذ من فوقنا، فإن
أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعاً، وإن تركوهم وما أرادوا هلكوا جميعاً)[1]
وكان a في سبيل توضيح المعلومة بتنويع طرق
عرضها يستعمل الرسم للتوضيح فقد خط خطاً مستقيماً وإلى جانبه خطوط، وقال: (هذا
الصراط، وهذه السبل)، ورسم مربعاً وقال: (هذه الإنسان)
بل كان يحكي أحيانا القصص الواقعية من
الأمم السابقة، كما في قصة الثلاثة الذين آواهم المبيت إلى غار، فدعوا الله بصالح
أعمالهم، وقصة الذي قتل تسعة وتسعين نفساً، وأمثالها كثير.
وكان a لتأكيد ما يحتاج للتأكيد، قد يضطر
للحلف، وقد حلف a على مسائل كثيرة تزيد على
الثمانين، من صيغها: (والله لا يؤمن.. والذي نفسي بيده.. وأيم الله..)، وغيرها
كثير.
وفي موقف آخر سألته، وقد رأيته يناقش
منحرفا مناقشة في منتهى الذكاء والفطنة والهدوء: من أين استفدت هذا الأسلوب العجيب
في الإقناع؟
قال: من رسول الله a.. لقد ترك لنا رسول الله a تركة تشمل كل شيء.. وقد صدق فيما جاء به
قوله تعالى:﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ
عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً ﴾ (المائدة: 3)
قلت: فمن أين استفدت ما تحدثت به اليوم
خصوصا؟
قال: من موقف حصل في عهد رسول الله a.. لقد جاءة شاب يستأذنه في الزنا بكل