وقد حثنا رسول الله a على الاقتداء بالملائكة ـ عليهم السلام
ـ في هذه العبودية المنظمة، فقال: (ألا تصفون كما تصف الملائكة عند ربها؟)، قالوا:
(يا رسول الله، وكيف تصف الملائكة عند ربها؟)، فقال: (يتمون الصفوف الأول،
ويتراصون في الصف)[1]
لقد كان هذا الحديث أساسا لجميع الأنظمة
التي تقوم عليها إدارة هذه المدينة وجميع مؤسساتها.
قلت: كيف ذلك؟
قال: لقد رأينا أن الصفوف ورصها وتنظيمها
وربطها ببعضها البعض تختصر الكثير من الجهود، وتنظمها، وتجعل منها جهودا إيجابية،
فلذلك رحنا نرتب الرعية كلها بنظام الصفوف.
ابتسمت، وقلت: كيف ذلك.. أأخرجتم الرعية
إلى الشوارع وطلبت منهم إقامة الصفوف؟
قال: أرواح الصفوف هي التي تنظم الرعية،
لا أجسادها؟
قلت: فكيف تعاملتم مع أرواح الصفوف؟
قال: لقد أحصينا الرعية.. ثم رتبناهم
مراتب مختلفة.. ثم وضعنا كل مرتبة منها في محلها الخاص..
قلت: تقصد إنزالهم منازلهم.
قال: أجل.. لقد وضعنا الفقراء في محالهم،
ورتبناهم بحسب حالتهم وعوزهم.. ورتبنا