يسأل فيه الإنسان عن كل فعل فعله، وعن كل
كلمة قالها.
فلهذا أدعوكم ـ قبل أن نتوجه لمجلس
العدالة ـ أن تتثبتوا جيدا مما ستشهدون به، لقد قال الله تعالى داعيا إلى
ذلك:﴿ وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ ﴾ (الطلاق: 2)
ونهى عن قول الزور، فقال:﴿
وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ﴾ (الحج: 30)، وأخبر عن صفات الصالحين، فقال:﴿ وَالَّذِينَ لا
يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً﴾ (الفرقان:72)
ونهى أن يخبر الإنسان بما لا برهان له
عليه، فقال:﴿ وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ
وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً﴾ (الاسراء:36)
وأخبر a عن الخطر الذي يقع فيه من شهد شهادة
زور، فقال في مجلس مثل هذا المجلس: (ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ قلنا: بلى يا رسول
الله، قال: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين).. وكان متكئاً فجلس، وقال: (ألا وقول
الزور، ألا وشهادة الزور).. فما زال يكررها حتى قلنا: ليته سكت) [1]
وقال: (من حلف على يمين هو فيها فاجر
ليقتطع بها مال امرئ مسلم لقي الله وهو عليه غضبان)[2]
قال رجل من القوم تظهر عليه الحدة: لكأني
بك تريد أن تثنينا عن الشهادة التي نريد أن ندلي بها ضد هذا الرجل بحجة أنه أمير
هذه البلدة.
قال المحقق: معاذ الله أن أقول ذلك، أو
أنوي ذلك.. إن ما أقوله لك هو ما سبق أن قلته لغيرك من الشهود ممن يريدون الشهادة
عكس شهادتك.
ثم كيف أقول ذلك.. وقد نهينا عن كتمان
الشهادة، قال تعالى:﴿ وَلا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ