من نير المستكبرين.. لقد قال الله تعالى
يذكر ذلك:﴿ وَمَا لَكُمْ لا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ
وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ
يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا
وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيّاً وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيراً﴾ (النساء:75)
إن هذا بالضبط هو الهدف الذي قصده رسول
الله a ..
قال آخر: نعلم ذلك.. وهو من البديهيات..
لقد ذكرت أن الرسول a درب جنده للقيام بالمرحلة
الثالثة.. متى تم ذلك، وكيف؟
قال: لقد خطط الرسول a أن يتم التحول من مرحلة إلى أخرى في
إطار موضوعي وواقعي، وحيث تم إعداد الجيش المسلم وتدريبه على الأعمال الهجومية بعد
انتهاء مرحلة الاستمكان واستعداداً للمرحلة التالية من خلال معركة مؤتة، ونفس الشئ
تم عند إعداد الجيش المسلم وتدريبه للانتقال للمرحلة الثالثة بعد انتهاء المرحلة
الثانية من خلال معركة تبوك.
ففي معركة مؤتة تم تدريب وإعداد الجيش
للتحول من مرحلة الدفاع إلى مرحلة التعرض.. وتم من خلالها اكتساب الجيش المسلم
مهارات التحرك لمسافات طويلة وأسلوب السيطرة على هذا التحرك، وتوفير الإعاشة
للقوات.. كما اكتسب الجيش المسلم خبرة عظيمة في القتال تحت ضغط العدو.
وهذا ما نلاحظه كذلك في معركة تبوك..
فبناء على أن الجيش المسلم سوف ينطلق في المرحلة الثالثة إلى من هم حول أم القرى،
وسوف يواجه الجيش المسلم دائما تفوق الطرف الآخر، لذلك ركز الرسول a قبل انتقاله للرفيق الأعلى على موضوع
استنفار القوات، وأنتم تعرفون بالطبع قصة الثلاثة الذين تخلفوا عن المعركة، وقام
المجتمع المسلم بمقاطعتهم.
***
مكثت في تلك البلدة التي آثرت أن تحكمها
قوانين العدالة التي جاء بها النبي a
ثلاث سنوات رأيت فيها من عجائب العدالة والرحمة ما لم أره في أي مجتمع من
المجتمعات.