قال: أجل.. لقد علمنا وارث النبي a أن للفم سنتين: سنة السواك.. وسنة
المضمضة.
لقد قال a في هذه السنة الثانية: (إذا توضأت فمضمض)[1]، وقال: (مضمضوا من اللبن، فإن له
دسماً)[2]
قلت: عرفت سر السواك، فما سر المضمضة؟
قال: لقد أخبرنا الوارث أن المضمضة تحفظ الفم والبلعوم من
الالتهابات ومن تقيح اللثة، وتقى الأسنان من النخر بإزالة الفضلات الطعامية التي
قد تبقى فيها.
وأخبرنا أنه قد ثبت علميا أن تسعين في المئة من الذين يفقدون
أسنانهم لواهتموا بنظافة الفم لما فقدوا أسنانهم قبل الأوان، وأن المادة الصديدية
والعفونة مع اللعاب والطعام تمتصها المعدة وتسرى إلى الدم.. ومنه إلى جميع الأعضاء
وتسبب أمراضا كثيرة، وأن المضمضة تنمى بعض العضلات في الوجه وتجعله مستديرا.. وهذا
التمرين لم يذكره من أساتذة الرياضة إلا القليل لانصرافهم إلى العضلات الكبيرة في
الجسم.
قلت متعجبا: ما سر حرص نبيكم على نظافة الفم وطهارته.
قال: لقد سألنا الوارث هذا السؤال، فأخبرنا أن الفم هو المدخل
الرئيسي لأعضاء الجسم الداخلية، ويمكن إدراك المخاطر التي يمكن أن تصيب هذه
الأجهزة، سواء الجهاز التنفسي العلوي أو الرئتان أو الجهاز الهضمي إذا ما أصيب
الفم.
بل إن الجهاز العصبي المتصل بالأسنان وبمنطقة الوجه يمثل خطورة
كبيرة على الإنسان إذا هو أقرب المناطق إلى الجهاز العصبي المركزي الرئيسي
(المخ) لذا كانت آلامه لا تحتمل.
فتحت فمي متثائبا، فأسرع إلى يدي يأمرني بأن أضعها على فمي،
فقلت: ما الذي تريد؟