القصبات الرئوية اليسرى في سرعة طرحها لإفرازتها المخاطية.
قلت: ولكن.. لا أتصور أن أحدا من الناس يمكنه أن يبقى ملتزما
بالنوم على الشق الأيمن؟
قال: صدقت.. ولذلك ورد في النصوص الترغيب في النوم على الشق
الأيمن، وورد النهي عن النوم على البطن، وسكتت النصوص عن النهي عن النوم على الشق
الأيسر وعلى الظهر حتى تكون لنا فسحة في التقلب في النوم دون حرج أو مشقة.
بل إن الله تعالى ظهر تقليبه لأهل الكهف، فقال:﴿
وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ ﴾ (الكهف: 18)
قلت: فلماذا رخص فيهما، ولم يرخص في النوم على البطن.
قال: لأنهما أقل خطرا من النوم على البطن.
قلت: ألا ترى أن في حديث نبيكم عن النوم خروجا عن الوظيفة التي
كلف بها؟
تغير وجهه تغيرا شديد، لكنه تمالك نفسه، وقال: كيف تقول هذا يا
رجل.. ألم تر في حياتك أبدا الشمس التي تزين كبد السماء؟
قلت: وكيف لا أراها؟
قال: ألا ترى أنها تؤدي وظائف كثيرة في نفس الوقت.. فهي تملأ الدنيا
علينا بالألوان الجميلة.. وهي تملأ أعضاءنا بالدفء الحنون.. وهي تملأ بعد ذلك كله
كل ما يحيط بنا من حياة.. وهي مع ذلك كله في سمائها العالية لا نظفر منها إلا
بآثارها، أو ببعض آثارها.
قلت: ما تقول عن شمس السماء صحيح.. وكل يوم يبرز من علومها ما
كنا نجهل.
قال: جل ربك أن يخلق لأرض الطين شمسا.. ثم لا يخلق لسماء الروح
شمسا.
قال ذلك، ثم انصرف، وهو يقول: لن تجد الكمال إلا عنده.. ولن تجد
الإنسان الذي تبحث عنه إلا فيه.