وذكر لنا أن البروفسور أو زولد قال: (إذا كنت تريد أن تنام
بسرعة حين تخلد إلى النوم فانهض باكرا في الصباح، وافعل ذلك بانتظام، فبذلك تحصل
على أفضل أنواع النوم، وتكون أكثر سعادة وأعظم نشاطا طوال النهار)[1]
قلت: ولكن متى يتفرغ الناس للتفرج على الأفلام والمسلسلات
والمباريات والأحاديث والمأكولات..
قال: لقد ذكرت لك سنة نبينا.. ولكل قوم سنتهم.. إن مواقيت النوم
التي اختارها من ذكرت تترتب عليها الكثير من المضار الصحية والنفسية والعصبية
والاقتصادية وغيرها.
قلت: أكل هذ بسبب تأخير النوم؟
قال: أجل.. فالذي يعرّض فطرة النوم للخلل يتسبب حتماً بتعريض
غيرها للخلل، ومن غير أن يشعر ابتداء، ولكنه سيكتشف ذلك انتهاء، وبعد فوات الأوان،
لأن هذه العادة تصبح نوعاً من أنواع الإدمان الذي يصعب الإقلاع عنه.
ولهذا فإن كثيراً من هؤلاء قد يلجؤون في النهاية إلى استعمال
العقاقير المنومة والمهدئة بعد أن تكون الأعصاب قد أصبحت في حالة شديدة من التوتر
بسبب الافتقار إلى النوم الفطري المريح.
ومما لا شك فيه أن التوتر العصبي أو التشنج ينعكس سلباً على عمل
القلب والجهاز الهضمي والتنفس، ويسبب أمراضاً خطيرة.. ففي الولايات المتحدة يعاني
نصف الأمريكيين من الأرق واضطرابات النوم، وقد ازدادت هذه النسبة عما كانت عليه.
وقد ذكر الدكتور آلن باك المدير الطبي للمؤسسة الوطنية لأمراض
النوم ـ الذي أشرف على استطلاع خلص إلى النتيجة المذكورة ـ سبب هذا الأمراض قائلاً:
(إن طبيعة الحياة
[1] ) انظر: من أسرار عالم
النوم، الدكتور حسان شمسي باشا، من موقعه على الإنترنت.