قال: أجل.. فقد كان a يشجع أصحابه على مثل هذه المسابقات، فعندما قفل وأصحابه من
غزوة تبوك قالت الانصار: السباق، فقال النبي a: (إن شئتم)[1]
قال ذلك.. ثم استأذنني، وانصرف يعدو كشاب لم تغر عليه السنون
بجحافلها.
رأيت مجموعة صبيان يتسابقون، فرحت أتفرج عليهم، وقد انبهرت
بالنظام الذي كانوا عليه مع أنه لم يكن هناك شخص كبير ينظمهم.
قلت لأحدهم: أين مدربكم الذي نظم لكم هذا السباق؟
قال: هو في قلوبنا وعقولنا وأرواحنا.. وكل جوارحنا مؤتمرة
بأمره، خاضعة لهديه.
قلت: لا أراه بينكم.
قال: هو فينا.. ويكفي أن يجعله ذلك بيننا.
قلت: من تقصد؟
قال: وهل هناك شخص في الدنيا يصح أن نحله تلك المحال الشريفة
غير رسول الله.. إن من يرضى للطائفه ساكنا غير رسول الله امرؤ قاصر الهمة؟
قلت: فأنتم تمارسون سنة من سننه إذن؟
قال: أجل.. لقد كان a ينظم مثل هذه المسابقات بين الأطفال.. لقد حدثنا الوارث بسنده
عن عبدالله بن الحارث قال: كان رسول الله a يصفُ عبدالله وعبيدالله وكثيرا من بني العباس، ثمَّ يقول: من
سبق إليّ فله كذا وكذا، قال: (فيتسابقون إليه فيقعون على ظهره وصدره فيقبلهم
ويلزمُهُم) [2]
قال ذلك.. ثم انصرف يلهو مع أصحابه ويلعب.
اقتربت من الهدف الذي كان يسعون إليه، فرأيت صورة شمس تملأ
الأكوان بأشعتها،