وعن ابن عباس قال: أهدي لرسول الله a سمن وأقط وضب فأكل من السمن والأقط، قال: (الضب، هذا شئ ما أكلته قط، فمن أراد أن يأكله فليأكله)، قال: (فأكل على خوانه)[1]

قلت: حدثتني عن الطعام الذي اشتهاه، وعن الطعام الذي عافه، فحدثني عن الطعام الذي أكله.

قال: ذلك كثير..

قلت: فحدثني.. فلا يحلو الحديث عن الطعام إلا بحضرة الطعام.

قال: من ذلك طعام يسمى الدشيشة[2].. فعن جابر قال: (صنعنا لرسول الله a فخارة فيها دشيشة)[3]

ومنها الحريرة[4] والعصيدة [5].. فعن سلمي ـ مولاة رسول الله a أنها صنعت لرسول الله a حريرة وقربتها إليه فأكل، ومعه ناس من أصحابه، فبقى منها قليل، فمر بالنبي a أعرابي، فدعاه رسول الله a فأخذها الأعرابي كلها بيده فقال له رسول الله a: (ضعها)، ثم قال: (باسم الله، وكل من أدناها فشبع منها، وفضل منها فضلة)[6]

ومنها خبز الشعير مع الإهالة السنخة.. فعن أنس قال: (دعا رسول الله a إلى خبز الشعير وإلى إهالة سنخة)[7]

[1] رواه ابن سعد.

[2] الدشيشة: هي أن تطحن الحنطة طحنا جليلا، ثم تجعل في القدور، ويلقى عليها لحم أو تمر ويطبخ.

[3] رواه أبو نعيم.

[4] الحريرة: شئ يصنع من اللبن.

[5] العصيدة: شئ يعمل من الدقيق معروف.

[6] رواه الطبراني برجال ثقات.

[7] رواه البخاري.