وعنها قالت: كان أحب الشراب إلى رسول الله a الحلو البارد[2].
قلت: حدثتني عن شرابه.. فحدثني كيف كان
يشرب؟
قال: شرب رسول الله a قاعدا وقائما.. فعن ميسرة قال: رأيت عليا يشرب قائما، فقلت
له: تشرب قائما؟ قال: إن أشرب قائما فقد رأيت رسول الله a يشرب قائما، وإن أشرب قاعدا فقد
رأيت رسول الله a يشرب
قاعدا[3].
قلت: فما تقول في النصوص التي ورد النهي فيها عن الشرب قائما؟
قال: الأصل في شربه a هو شربه قاعدا.. وهو ما دل عليه الحديث القولي..
قلت: فعلام تحمل الأحاديث التي وصفت فعله؟
قال: يحتمل ذلك وجوها: منها أنه شرب قائما للضرورة.. ومنها أنه
شرب قائما للترخيص في ذلك، ورفع الحرج على من فعله.
قلت: حدثتني عن هيئة شربه، فحدثني عن هيئة أكله.
قال: كان رسول الله a من أعظم الناس تواضعا.. فعن عبد الله بن بسر أنه أهدى لرسول
الله a شاة،
والطعام يومئذ قليل، فقال لأهله: (اطبخوا هذه الشاة، وانظروا إلى هذا الدقيق
فاخبزوه، واطبخوا وأثردوا عليه)، قال: وكانت للنبي a قصعة يقال لها الغراء، يحملها
أربعة رجال، فلما أصبح أتي بتلك القصعة، والتقوا عليها فإذا أكثر الناس حتى رسول
الله a، فقال
أعرابي ما هذه الجلسة؟ فقال رسول الله a: (إن الله تعالى جعلني عبدا كريما، ولم
[1] رواه البرقاني برجال ثقات غير نعيم بن مورع وثقه ابن حبان، وضعفه
غيره.
[2] رواه أحمد والترمذي والحاكم، زاد ابن السني وأبو نعيم في الطب:
بالعسل وقال: (إنه يبرد فؤادي ويجلو بصري)