هذه هي العقيدة التي تمتزج فيها العبادة بالمصالح المختلفة
للفقراء والمحتاجين.. لا العقيدة التي ليس لها من هم سوى القضاء على كل ما تملكه
البشرية من مقومات الحياة.
لقد حدث أبو ذر قال: قلت يا رسول الله، أي الأعمال أفضل؟ قال: (الإيمان
بالله، والجهاد في سبيله)، قلت: أي الرقاب أفضل؟ قال: (أنفسها عند أهلها، وأكثرها
ثمنا)، قلت: فإن لم أفعل؟ قال: (تعين صانعا[1] أو تصنع لأخرق)، قلت: يا رسول الله
أرأيت إن ضعفت عن بعض العمل؟ قال: (تكف شرك عن الناس فإنها صدقة منك على نفسك)[2]
وفي حديث آخر: (يصبح على كل سلامى[3] من أحدكم صدقة، فكل تسبيحة صدقة،
وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن
المنكر صدقة، ويجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى)[4]
وفي حديث آخر: (عرضت علي أعمال أمتي حسنها وسيئها فوجدت في
محاسن أعمالها الأذى يماط عن الطريق، ووجدت في مساوىء أعمالها النخاعة تكون في
المسجد لا تدفن)[5]
سكت قليلا، ثم قال: لقد تركت الرهبان والعباد وما ابتدعوه من
أصناف التعذيب لأنفسهم، والتي تصوروا بأوهامهم أنها عين عبادة الله.. تركتهم لأبحث
في الكتاب المقدس للمسيحيين واليهود باعتباره من أهم الوثائق الدينية الباقية..