responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النبي الإنسان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 598

العبادات وسُننها، وكيف يسألون ربهم فيها ليستنزلوا رحمته ويستغفروا ذنوبهم، وكيف يتضرعون إليه ويخشعون له ويناجونه في سِرّهم، ويذكرونه في علانيتهم، وكيف يتوبون إليه معترفين بزَّلاتهم، مُنيبين إليه منها، متَوخّين تزكية نفوسهم، وتنزيه أرواحهم، وتطهير قلوبهم، والتقرّب إلَى ربهم بكل ما ينالون به مرضاته؛ لتكون روح الدين قائمة وحقيقته ملموسة.

المعاملات:

قال رجل من الجمع: وعينا هذا.. ونحسب أنا لا نخالفك فيه.. فإنا لا نرى أمة من الأمم تهتم بعباداتها كاهتمام المسلمين.. نحن نرى بأعيننا كثرة المساجد وامتلائها بالمصلين في كل وقت من أوقات الصلاة.. بل في غير أوقات الصلاة.. فحدثنا عن الناحية الثالثة.

قال: الناحية الثالثة التي تحتاج البشرية للتعرف عليها عن طريق الدين هي المعاملات، أو ما يمكن تسميته قوانين المدنية، وأصول المعاشرة.

لقد وجدت بعض القوانين المرتبطة بهذا النوع في الكتاب المقدس الذي يدين بأحكامه اليهود.. لكني لم أجد فيها ما يشفي غليل البشرية إلى القوانين العادلة التي تنظم حياتهم بجميع نواحيها.. بل إني وجدت مثالب كثيرة تصرف الأنظار عن تبني مثل تلك القوانين.

أما المسيحية.. فقد وجدتها قاصرة تماما عن تلبية هذا النوع من الحاجات.. ولهذا اضطرت الأمم المسيحية إلَى استعارة هذِهِ القوانين من الأمم الوثنية، كالإغريق والروم.

أما الرسالة المحمدية.. فقد وجدت فيها العجب العجاب في هذا الباب.. فهي لم تترك صغيرة ولا كبيرة مما يتعلق بسياسة المال، أو سياسة المجتمع، أو سياسة الأمة إلا تناولته بتفصيل عجيب..

لقد وضع القرآن ومعه النصوص المقدسة التي تكلم بها محمد a قوانين حياة تجتمع فيها المثالية بأرقى صورها مع الواقعية في أدنى درجاتها.

قالوا: كيف ذلك، وحياة الناس تختلف بيئاتها وأزمانها، وما يصلح لقوم قد لا يصلح

نام کتاب : النبي الإنسان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 598
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست