(اللهم بك انتشرت، وإليك توجهت، وبك اعتصمت، اللهم أنت رجائي،
اللهم اكفني ما أهمني، وما لا أهتم له، وما أنت أعلم به مني، وزودني التقوى، واغفر
لي ذنبي، ووجهني للخير حيث ما توجهت)[1]
قال رجل من الجمع: فما سر هذه الأذكار؟
قال الشيخ: في هذه الأذكار لباب المعارف وثمراتها.. ولن
أستطيع.. ولن يستطيع أحد من الناس أن يحصي ما في كلام رسول الله a من الحقائق والمعاني الجليلة..
ولذلك يشرب منها كل واحد ما أطاق، أو ما هو بحاجة إليه.
قال آخر: إني أشعر أن في قوله a: (اللهم أنت الصاحب في السفر) لذة
عظيمة.. فما أجمل أن يصاحب المسافر ربه.
قال الشيخ: أجل.. ونعم ما قلت.. فإن أكثر ما يؤلم المسافر تغيبه
عمن تعود صحبتهم.. فلذلك نصحنا a أن نقول هذا لنذهب بكل ألم.. فمن اكتفى بصحبة الله لم يحتج إلى
غيره.
قال آخر: وأنا أشعر بالطمأنية التي يحملها قوله a في هذه الأدعية (والخليفة في
الأهل)، فإن المسافر لا يؤلمه شيء كما يؤلمه خوفه على أهله من أن يصيبهم مكروه
بعده.
قال آخر: وأنا أشعر بالقيمة التي يحملها قوله a: (اللهم هون علينا السفر، واطو لنا
الأرض، اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر)، فإن المسافر لا يؤلمه شيء كما تؤلمه
مشقة السفر.. فلذلك لجأ رسول الله a إلى الله في تهوينها عليه.
قال آخر: وأنا أشعر أن في ذلك التوجه الرقيق من الرسول a إلى ربه ما يملأ النفس طمأنينة
وثقة، فتقدم على ما تقدم عليه في عزيمة كاملة وتوكل تام.
قال الشيخ: وقد حدث الرواة عن الصفة التي كان يركب بها رسول
الله a
المراكب