قال الصبي: ما كان يقوله أعرف العارفين بالله.. فقد كان يقول:
(رب اغفر لي وارحمني واجْبُرني وارزقني وارفعني)[1]، وكان يقول: (رب اغفر لي، رب اغفر
لي)[2]
قال جعفر: فما سره؟
قال الصبي: من أكرمه الله بالجلوس بين يديه أباح له أن يسأله..
وليس من أدب العبد أن يسأل مولاه غير رفع ما يحجبه عنه.. وليس يحجبه عن مولاه غير
ذنوبه.
قال جعفر: وحاجاته؟
قال الصبي: من تاب لله بصدق أعطاه الله كل ما يتمنى، فما نزل
بلاء إلا بذنب، ولا رفع إلا بتوبة..
قال جعفر: فحدثني عن التشهُّد.
قال الصبي: تلك جلسة الملوك التي تتاح للعبد بعد ما يتحقق
بعبوديته.. فلذلك تختم بها عبوديته.. عن عبد الله قال: (كان النبي a يُعلِّمُنا التشهد كما يعلمنا
السورة من القرآن، يقول: تعلَّموها، فإنه لا صلاة إلا بتشهد)[3]
قال جعفر: فما كان يقول فيها أعرف العارفين بالله؟
قال الصبي: أقل ما يجزي في التشهد الشهادتان والصلاة على النبي محمد
وآله الطيبين.. فإن زاد على ذلك، كان أفضل.
قال
جعفر: وما ذاك؟
[1] رواه ابن ماجة، ونص الحديث عن ابن عباس قال: كان رسول الله
r يقول بين السجدتين في
صلاة الليل.. وذكره، ورواه أحمد بلفظ (إن رسول الله r قال بين السجدتين في صلاة الليل:
رب اغفر لي وارحمني وارفعني وارزقني واهدني)، ورواه أبو داود بلفظ (إن النبي r كان يقول بين السجدتين:
اللهم اغفر لي وارحمني وعافني واهدني وارزقني)