responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النبي الهادي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 191

بالحسرة أمام اليهود، فهم أميون ليس عندهم رصيد يواجهون به اليهود الذين يشعرون بتفوقهم العلمي وأفضليتهم على غيرهم، لأنهم أهل كتاب، ثم إن الحديث عن النبي المرسل كان يملأ جو يثرب، بل يهددهم اليهود به، فما إن تناهى إلى سمع الخزرج حديث الرسول a حتى قالوا: (والله إنه للنبي الذي توعدَكم يهود فلا يسبقُنكم إليه)

قال آخر: وأرى كذلك ذلك الثبات والهدوء الذي كان عليه رسول الله a وهو يخاطبهم.. إن ذلك السمت وحده كاف للتأثير في القلوب والعقول.

***

ظللت فترة من الزمن أتردد على تلك الحلقات أستمع فيها إلى هدي النبي a في الحوار، وآدابه فيه، وقد ملأني بالغرابة ما أراه من قوم يدعون أنهم يحتكرون السنة، وهم أبعد الناس عن تلك الآداب الراقية التي لم يكن يبديها رسول الله a مع من معه من المسلمين فقط، بل كان يبديها مع ألد أعداء الإسلام، وأشنع خصومه حتى لم يجدوا إلا أن يسلموا له، ويسلموا على يديه.

السعة

بعد أن مضت تلك المدة التي تشرفت فيها بدراسة ما ورد في السنة المطهرة والسيرة العطرة من مجالس الحوار التي عقدها رسول الله a مع أصناف الناس، انتقلت مع بعض رفاقي إلى القسم الرابع من أقسام الحوار، وقد وجدنا على بابه مكتوبا قصة حوار الله تعالى مع إبليس، وقد تعجبنا من وضع تلك القصة في ذلك المحل، ولذلك ما إن لاقانا الغزالي في مدخل ذلك القسم ـ كعادتنا به ـ حتى رحنا نسأله عن سر وضع تلك القصة في ذلك المحل، فقال: أتعرفون إبليس؟

ابتسمنا، وقلنا: ومن لا يعرفه؟.. ذلك الذي راح يتحدى ربه، لا يمكن أن يجهله أحد.

نام کتاب : النبي الهادي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 191
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست