قلت: سواء كانت من الدنيا أو من الآخرة.
قال: ليس هناك دنيا ولا آخرة إلا في أعين المحجوبين.. أما الموصولون بالله، فهم عبيد لله مطلقا.. سواء كانوا في هذه الدار أو في تلك الدار.
شد انتباهي في مكتبة بيته أربعة سجلات ضخمة.. غلافها مفهرس بفهارس مختلفة، فقلت: أهذه كتب تكتبها؟
قال: بل هذه مشاريع لكتب أكتبها.
قلت: في أي مواضيع تكتب.. لا بد أنك تكتب في الشريعة؟
قال: أنا أكتب من يكتب في الشريعة.. أو من يعيش الشريعة.
قلت: لم أفهم.. ما الذي تقصد؟
قال: افتح دفترا منها، وسترى ما أكتب.
مراتب المخاطبين
فتحت الدفتر الأول، وكان عنوانه (مراتب المخاطبين).. وقد زين غلافه بقوله تعالى:﴿ لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا﴾ (البقرة: 286).. وفوقها كتب قوله تعالى:﴿ لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْراً﴾ (الطلاق:7)، وبينهما قوله تعالى:﴿ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى﴾ (طـه: 50)
قلت: لاشك أن هذا الكتاب في فقه الدعوة.. فإني أرى لك اهتماما بهذا النوع من الفقه.
قال: افتحه.. وستعرف موضوعه..
فتحته.. فتعجبت.. فلم أر فيه إلا جداول كثيرة ملئت بأسماء كثيرة.. وبجانب كل اسم وضعت بعض المعلومات المرتبطة به..