مما أعطى بني إسرائيل، قال:﴿ وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ
يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا
﴾ (النساء: 110)، وقال: (الصلوات الخمس من الجمعة إلى الجمعة كفارات لما
بينهن) وقال: (من هم بسيئة فلم يعملها لم تكتب عليه، وإن عملها كتبت سيئة واحدة،
ومن هم بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة واحدة، وإن عملها كتبت له عشر أمثالها، ولا
يهلك على الله إلا هالك)، فأنزل الله:﴿ أَمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْأَلُوا
رَسُولَكُمْ كَمَا سُئِلَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ ﴾
قلنا: فما الخامس؟
قال: هو ما أشار إليه قوله تعالى:﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى
طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا
طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ
يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لا يَسْتَحْيِي مِنَ
الْحَقِّ﴾ (الأحزاب: 53)
قلنا: فما وجه الإشارة فيه؟
قال: أنتم تعلمون أن العلماء ورثة الأنبياء.. ولذلك، فإن هذا النوع
من الأدب ليس خاصا برسول الله a..
بل هو مرتبط بورثته من العلماء.
قال بعض الطلبة: أروي في هذا عن علي قوله:(من حق العالم عليك أن تسلم
على القوم عامة، وتخصه بالتحية وأن تجلس أمامه، ولا تشيرن بيدك، ولا تغمزن بعينك
عنده، ولا تقولن: قال فلان: خلاف قولك، ولا تغتابن عنده أحداً ولا تطلبن عثرته،
وإن زل قبلت معذرته، وعليك أن توقره لله تعالى، وإن كانت له حاجة سبقت القوم إلى
خدمته، ولا تسار في مجلسه ولا تأخذ بثوبه، ولا تلح عليه إذا كسل، ولا تشبع من طول
صحبته، فإنما هو كالنخلة ينتظر متى يسقط عليك منها شيء، وإن المؤمن العالم لأعظم
أجراً من الصائم القائم الغازي في سبيل الله، وإذا مات العالم انثلمت في الِإسلام
ثلمة لا يسدها شيء إلى يو م القيامة)[1]