قال: إن أهل الله لا ينظرون في الخوف والرجاء لأعمالهم، وإنما ينظرون
إلى أوصاف الله المقتضية للخوف والرجاء، ولذلك قال ابن عطاء الله معبرا عن حال
العارفين في ذلك:(من علامة الاعتمادِ على العَمَلِ، نُقْصانُ الرَّجاءِ عند وجودِ
الزَّللِ)
أي أن من علامات تعويل العامل على عمله أن ينقص رجاؤه في رحمة الله
عند وجود زلته، لأن العارفين لا يشاهدون لأنفسهم عملاً، فلذلك لا ينقص أملهم في
رحمة الله إذا قصروا في الطاعة أو اكتسبوا زللا.
قلت: وعيت ما ذكرته من هذا.. فهل ورد في النصوص المقدسة ما يمكن أن
يستجلب به حال الرجاء؟
قال: أجل.. وسترى تفاصيل ذلك في هذا المنزل..
قلت: فحدثني عن بعض ذلك..
قال: من ذلك قوله تعالى، وهو يحثنا على الرجاء، وينهانا عن القنوط من
رحمته:﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا
تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ
هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ (الزمر:53)
وقال تعالى مبشراً بسعة رحمته:﴿ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ
شَيْءٍ ﴾(لأعراف: 156)
أما السنة المطهرة، فقد ورد فيها الكثير من النصوص التي تبين سعة
رحمة الله، وهي بالتالي من أفضل أدوية الرجاء:
ففي الحديث الشريف، قال رسول الله a:(والذي نفسي بيده لو لم تُذْنبوا لذهب
الله