سواء، ولا معنى للتفريق بينهم في ذلك بين خصوص وعموم؟

قال: لا.. لقد أخطأ من قال ذلك.. لقد فرق القرآن الكريم بين درجات الناس، فذكر المقربين من السابقين.. وذكر المقتصدين.. وذكر الظالمين لأنفسهم.. وذكر غير ذلك من المراتب..

قلت: فحدثني عن رسول الله a.. فأنا لا أحب أن أتحرك حركة إلا على قدمه.

قال: لقد ورد في النصوص الكثيرة ما يدل على رجوع رسول الله a إلى ربه مع أنه الطاهر المطهر المعصوم من كل الذنوب[1].. فقد قال رسول الله a: (إني لأستغفر الله، وأتوب إليه في اليوم سبعين مرة)[2]

قلت: فهل ورد في النصوص المقدسة ما يطمئن التائب إلى قبول توبته؟

قال: أجل.. لقد ورد في ذلك الكثير.. وستراها في هذا المنزل.. فلا يمكن ليائس أن يتوب.. إنا هنا نبدأ بمداواة اليأس بعلاج الأمل في عفو الله.. فإذا ما تاب العبد تاب الله عليه لا محالة.

اسمع ما يقول a في هذا.. لقد قال:(إن الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها)[3]

وفي حديث آخر قال a:(إن الله عز وجل يقبل توبة العبد ما لم يغرغر)[4]

بعد هذه الأحاديث وغيرها مع ابن عطاء عن التوبة، وما ورد فيها من النصوص المقدسة، ومن فهوم أهل الله، دخلت منزل التوبة، وقد كان باطنه كظاهره، تجلت فيه جميع

[1] رددنا على الشبهات المرتبطة بهذه النصوص في رسالة (النبي المعصوم) من هذه السلسلة.

[2] رواه البخاري والترمذي.

[3] رواه مسلم.

[4] رواه الترمذي وقال: حديثٌ حسنٌ.