وقد أخبر الله تعالى أن هذا هو مقام أهل الله من أنبياء الله ورسله
وأوليائه، قال تعالى عن إبراهيم u:﴿
رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ
بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ
النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ
يَشْكُرُونَ﴾ (ابراهيم:37)
وقال عن يوسف u:﴿
وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَائي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ
لَنَا أَنْ نُشْرِكَ بِاللَّهِ مِنْ شَيْءٍ ذَلِكَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَا
وَعَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ﴾ (يوسف:38)
وأخبر عن الفضل العظيم الذي خصصه لأهل هذا المنزل العظيم، فقال:﴿
وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ
كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ﴾ (ابراهيم:7)
قلت: هذا الشاهد الأول.. وهو الشاهد الأعظم.. فحدثني عن الشاهد
الثاني، ذلك ﴿ الذي مَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا
وَحْيٌ يُوحَى ﴾ (النجم)؟
قال: لقد وردت الروايات الكثيرة تحدث عن دعوة النبي a ـ بفعله وقوله ـ لهذا المقام العظيم من
مقامات الدين.. ففي الحديث قال a:(من
أكل من طعام، فقال: الحمد لله الذي أطعمتني هذا ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة،
غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن لبس ثوبا جديدا