قال: لقد وردت الروايات الكثيرة عن النبي a تبين فضل الصدق وعظم درجة الصادقين، فقد
قال النبي a: (إن الصدق يهدي إلى البر وإن
البر يهدي إلى الجنة، وإن الرجل ليصدق حتى يكتب عند الله صديقاً، وإن الكذب يهدي
إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله
كذاباً)[1]
وقال a:(دع ما يريبك إلى ما لا يبريبك؛
فإن الصدق طمأنينةٌ، والكذب ريبةٌ)[2]
وقال: (من سأل الله، تعالى، الشهادة بصدقٍ بلغه الله منازل الشهداء،
وإن مات على فراشه)[3]
وقال:(البيعان بالخيار ما لم يتفرقا، فإن صدقا وبينا بورك لهما في
بيعهما، وإن كتما وكذبا محقت بركة بيعهما)[4]
وجاء رجل إلى النبي a،
فقال: يا رسول الله، ما عمل الجنة؟ قال: الصدق، إذا صدق العبد بر، وإذا بر آمن،
وإذا آمن دخل الجنة، قال: يا رسول الله، وما عمل النار؟ قال: (الكذب، إذا كذب
العبد فجر، وإذا فجر كفر، وإذا كفر دخل النار)[5]
وحذر a في مقابل ذلك من الكذب، واعتبره
من خصال المنافقين، فقال:(أربعٌ من كن فيهن كان منافقاً خالصاً، ومن كانت فيه
خصلةٌ منهن، كانت فيه خصلةٌ من نفاقٍ حتى يدعها: إذا اؤتمن خان، وإذا حدث كذب،
وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر)[6]