responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النبي الهادي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 399

قال: لقد ذكر رسول الله a هذا الشرط، فقال:(إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من الناس، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالماً، اتخذ الناس رؤوساً جهالاً، فسئلوا، فافتوا بغير علمٍ، فضلوا وأضلوا)[1]

لقد أخبر رسول الله a في هذا الحديث عن الشرط الأساسي للمفتي، فلا يمكن للمفتي أن يفتي إلا فيما له فيه علم ومعرفة وخبرة.. لقد قال الله تعالى يشير إلى الخبرة، وهي التعمق في العلم، ومعرفة تفاصيله ودقائقه:﴿ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيراً ﴾ (الفرقان: 59)

قالوا: فحدثنا عن العلوم التي يجب على العالم تعلمها قبل الجلوس للفتيا.

قال: إن كان المستفتي يفتي في كل شيء.. فعليه أن يتعلم كل شيء: فروعه وأصوله..

قالوا: أفبالحفظ وحده يمكن أن يفتي؟

قال: لا.. لقد عرفتم أن الحفظ رواية.. ولا تكفي الرواية ما لم تكن معها دراية.

قالوا: أيلزم أن يحفظ هذا عن ظهر قلب؟

قال: لا.. ليس بالضرورة ذلك.. وإن كان الأكمل هو ذلك.

قالوا: لقد ذكرت علوم الدين.. فهل يلزم المفتي أن يعلم علوم الدنيا؟

قال: يعلم منها ما يمكنه من فهم ما يريد أن يجيب عنه.. فلا يحل الحكم إلا بعد العلم..

قالوا: إن هذا يستدعي اقتناء كتب كثيرة.

قال: لا ينفع الاقتناء ما لم تكن معه همة تناطح الجوزاء.. فلا يستفيد من الكتب مقتنيها، وإنما يستفيد منها قارئها.. وقد قيل لبعضهم: إن فلانا جمع كتبا كثيرة، فقال: هل فهمه على قدر كتبه؟ قيل: لا. قال: (فما صنع شيئا! ما تصنع البهيمة بالعلم؟!).. وقال رجل لرجل كتب، ولا يعلم شيئا مما كتب: مالك من كتبك إلا فضل تعبك وطول أرقك، وتسويد ورقك!


[1] رواه البخاري ومسلم.

نام کتاب : النبي الهادي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 399
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست