responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النبي الهادي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 415

على قومه في زينته ـ على عادة سلاطين الديار المصرية ـ ‌وأخذت الأمراء تقبل الأرض بين يدي السلطان، فالتفت الشيخ إلى السطان وناداه: ‌يا أيوب، ما حجتك عند الله إذا قال لك: ألم أبوىء لك ملك مصر ثم تبيح ‌الخمور؟ فقال السلطان: هل جرى هذا؟ فقال الشيخ: نعم، الحانة الفلانية يباع فيها ‌الخمور، وغيرها من المنكرات، وأنت تتقلب في نعمة هذه المملكة! يناديه كذلك ‌بأعلى صوته والعساكر واقفون، قال: يا سيدي، هذا أنا ما عملته، هذا من زمن ‌أبي. فقال الشيخ: أنت من الذين يقولون:﴿ إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ﴾ (الزخرف: 22)؟ فرسم السلطان ‌بإبطال تلك الحانة.

وعندما سأله أحد تلاميذه لما جاء من عند السلطان ـ وقد شاع هذا الخبر ـ: يا ‌سيدي كيف الحال؟ فقال: يا بني، رأيته في تلك العظمة فأردتُ أن أهينه لئلا تكبر ‌نفسُه فتؤذيه. فقلتُ: يا سيدي، أما خفتَه؟ قال: والله يا بني استحضرتُ هيبة الله ‌تعالى، فصار السلطان قُدّامي كالقط[1].

النصح:

قلت: علمت الأول، ولا أحسب أني أجادلك فيه.. فالكل متفق عليه.. فما الثاني؟

قال: النصح.. ألا ترى أن النبي a سمي النصيحة ديناً، وجعلها من حقوق المسلمين فيما بينهم، وبايع بعض صحابته على النصح لكل مسلم، وعدد جوانب النصح ومجالاته.

قلت: أجل.. فلم كان النصح ركنا من أركان الاحتساب؟

قال: الاحتساب إخلاص لله.. والنصح إخلاص للمحتسب عليه.. فلا يمكن لأحد أن يقبل احتسابك، وهو يشعر أنك تغشه.

قلت: صدقت.. وقد عبر عن ذلك الخطابي، فقال: (النصيحة كلمة يعبر بها عن جملة


[1] طبقات الشافعية الكبرى: 8/212.

نام کتاب : النبي الهادي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 415
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست