يعتقده البشر من عقائد وأفكار هو السبب
في قعودهم عن الدعوة إلى الله، ومواجهة الغافلين بالحجة والبرهان، ولجوئهم بدل ذلك
إلى السيف والسنان.. فراح يعلمهم أسرار المسايفة بالحجة والبرهان، بدل المسايفة
بالسيف والسنان.
الوحدة
بينما نحن كذلك، إذا بالقمي يقوم من مجلسه، وهو في غاية السعادة
والسرور، ويصيح في الجمع: لقد وجدت الحل.. لن يرفضه أحد.. سيقبله الكل.. وستنحل
العقدة.
استبشرت الجماعة جميعا لاستبشاره، وراحت تكبر، ثم تحاوره فيما جاء به..
سأنقل لك بعض ما ينفعك من الحوار الذي دار بين القمي وبين مهندسي الشهادة.
قال مطهري: نحن نعلم صدقك في بحثك يا سيدنا الفاضل، يا حبيب آل بيت
رسول الله a، ونعلم أن الله لن يضيع جهد
باحث.. فاذكر لنا ما وجدت، وبشرنا عسانا نستفيد مما وصلت إليه في إزالة العواقب
التي تحول بيننا وبين ما نريده.
قال القمي: لقد وجدت أن الصخرة الكؤود التي تقف بيننا وبين الشهادة
التي أمرنا بها هي تفرقنا واختلافنا وانشغال بعضنا ببعض.. لقد صرنا كأولئك الأطفال
الأغبياء الذين انشغلوا عن واجباتهم بالصراع بينهم.. فراح عدوهم يستغل ذلك الصراع
لينشر كل فتنة، ويقتل كل إصلاح.
قال الشعراوي: صدقت في هذا.. لقد أشار القرآن الكريم إلى هذا النوع
من عواقب الفرقة، فقال:﴿ لا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعاً إِلَّا فِي قُرىً
مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ
جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْقِلُونَ﴾ (الحشر:14)
انظروا حكمة القرآن الكريم.. لقد اعتبر كل ما حصل لهؤلاء من رعب وضعف
وذلة وعدم عقل هو ما كان بينهم من خلاف..