responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النبي الهادي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 458

العدالة

لم يلبثوا إلا قليلا حتى صاح الكواكبي قائلا: بورك فيك يا قمي.. نعم المشروع الذي وضعته.. لقد وجدت في مشروعك الحلقة المفقودة التي كنت أبحث عنها.. والتي لا يكون المسلمون شهداء إلا بتحقيقها.

قال إقبال: نحن نعلم اهتمامك يا عبد الرحمن بالعدالة والاستبداد.. فهل لذلك علاقة بهذا؟

قال الكواكبي: أجل.. بل له علاقة عظمى.. أنتم تعلمون أن الناس لا يدخلون في دين الله أفواجا، وهم يرون ديكتاتوريات المسلمين ومستبديهم.. فالفطرة البشرية تبغض الاستبداد، وتبغض المستبدين، وتبغض دين المستبدين.. فلذلك هم يبغضون الإسلام، لا لكونه دين رب العالمين، ولكن لأن الذي يمثله هم المستبدون الجائرون الذين ورثوا الحكم من غير أن يكونوا أهلا له.

ولذلك.. فأعداء الإسلام الذين يقفون كحصن منيع يحمي المستبدين لا يقصدون من ذلك أن يؤذوا الرعية من المسلمين فقط.. وإنما قصدهم أن يكون ذلك الاستبداد جدارا يقي رعاياهم من الدخول في دين الله أفواجا.

قال القمي: لقد ذكرتني بموقف لعلي يدل على ما للعدل من تأثير في دخول الناس في دين الله أفواجا.. لقد حدث الإخباريون أن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب افتقد درعه ـ يوما من الأيام ـ فوجدها عند رجل نصراني، فاختصمه إلى شريح القاضي، فقال عليّ مدعيا: الدّرع درعي، ولم أبع ولم أهب، وسأل شريح النصراني في ذلك فقال: ما الدّرع إلاّ درعي، وما أمير المؤمنين عندي بكاذبٍ، فالتفت القاضي إلى أمير المؤمنين عليّ، فقال: يا أمير المؤمنين، إن النصراني صاحب اليد على الدّرع، وله بذلك حقٌ ظاهر عليها، فهل لديك بيّنة على خلاف

نام کتاب : النبي الهادي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 458
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست