قال مطهري: فلنتحدث عن هذه القوى الثلاث، وكيف نعيد إحياءها في
الأمة، لنعيد لها وصف الشهادة الذي وصفها الله به.
الفرد:
قال إقبال: أنتم تعلمون أن الإسلام يؤسس دولته على الأفراد.. بل على
نفوس الأفراد.. فكل فرد في الإسلام كيان قائم بذاته، له حرمته، وله سلطته، فلا
يحتاج إلى أي جماعة أو حزب حتي يثبت وجوده.. بل هو بذاته حزب يمكنه أن يواجه من
يشاء، وينصح من يشاء، ويعارض من يشاء.
لقد قال رسول الله a
يذكر ذلك:(المسلمون تتكافا دماؤهم ويسعى بذمتهم أدناهم ويجير عليهم اقصاهم وهم يد
على من سواهم يرد مشدهم على مضعفهم ومسرعهم على قاعدهم)[1]
وقال في الحديث الآخر الذي يحمل الأمة جميعا بجميع أفرادها مسؤولية
النصح والتقويم:(إن الدين النصيحة، إن الدين النصيحة، إن الدين النصيحة) قالوا:
لمن يا رسول الله؟ قال: (لله، ولكتابه، ولرسوله، ولائمة المسلمين وعامتهم)[2]
قال القمي: وهذا يحوج إلى المسلم القوي، فلا يمكن أن يؤدي النصيحة
بتمامها وكمالها إلا من اكتملت له جميع أسباب القوة.. فهو قوي بنفسه، قوي ببدنه،
قوي بهمته، قوي بعزيمته..
قال الشعراوي: لقد جمع النبي a كل ذلك، فقال في دعائه لربه:(اللهم إني أعوذ بك