أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ (68)﴾ (الأعراف)، وقال:﴿ كَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِينَ (123) إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلَا تَتَّقُونَ (124) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (125) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (126)﴾ (الشعراء)
وقال عن صالح u:﴿ كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ (141) إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صَالِحٌ أَلَا تَتَّقُونَ (142) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (143) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (144)﴾ (الشعراء)
وقال عن لوط u:﴿ كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ (160) إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلَا تَتَّقُونَ (161) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (162) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (163)﴾ (الشعراء)
وقال عن شعيب u:﴿ إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلَا تَتَّقُونَ (177) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (178) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (179)﴾ (الشعراء)
انظروا.. ألا ترون كيف اتحد جميع هؤلاء الأنبياء في وصف أنفسهم بالأمانة، ثم رتبوا عليها دعوة أقوامهم إلى تقوى الله وطاعته؟
قال إقبال: نعم.. وفي ذلك إشارة بليغة إلى أنه لا يمكن أن يتقبل الناس أي فكرة إلا إذا رأو علامات الأمانة متمثلة فيمن يدعو إليها.
قال القمي: لقد ذكرتموني بيوسف u، فيوسف u كان قد أعد الله له وظيفة خطيرة ترتبط بها مصالح العباد، لينقذهم من المجاعة التي تتربص بهم.
وبما أنه كان في السجن، وخشي أن يكون الملك قد سرت إليه شبهة من خبر النسوة، فراح يطلب التحقيق فيها حتى لا تكون تلك الشبهة سببا بعد ذلك لرفع الحرمة عنه.
ولما علم الملك خبر النسوة، قال:﴿ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ﴾ (يوسف: 54)
قال مطهري: إن هذه الآية تحمل توجيها عظيما لهذه الأمة.. فلن تستخلصها الأمم لنفسها، ولن تكون لها مكانة عندها إلا إذا تحققت بالأمانة في أرقى درجاتها.