قال إقبال: علمنا كل هذا.. فكيف تستعيد الأمة هذا الوصف الذي لن
تتتحقق بالشهادة من دونه؟
قال مطهري: لقد نذرت حياتي كلها للإجابة عن هذا السؤال.. وقد رأيت أن
أول ما نفعله في هذا، وأحكم ما نفعله، هو أن نشعر الأمة بمسؤوليتها عن دينها، وعن
أحكام ربها، نرغبها في ذلك ونرهبها، كما كان يفعل رسول الله a بأسلوب أهل السلام، لا بأساليب أهل
الصراع، إلى أن يظهر في الأمة الحاكم الأمين، والوزير الأمين.. والتاجر الأمين..
فإذا ظهرت هذه النماذج الطيبة، ومثلت الأمانة بأرقى مستوياتها، كان في ذلك تمام
الدعوة للأمانة.. فالعامة لا يقتنعون بشيء كما يقتنعون بشيء يرونه بأعينهم.
قال شكيب: نعم ما ذكرت.. فلن يملأ الأرض صلاحا إلا أريج الصالحين،
ولن يملأ الأرض أمانة إلا الأمناء.
قال مطهري: إن ذلك يشبه ما يتعامل به علماء الحياة مع الأصناف التي
يخشون انقراضها، فهم يستعملون كل الوسائل ليكثروا ذلك النوع الذي خشوا من انقراضه.
قال ديدات: فهلم إذن.. ندرس مراتب ذلك.. لنرسل للورثة في سائر البقاع
بها.
***
اجتمع الجمع، وراحوا يتحدثون.. ولم أسمع منهم إلا ما ذكرت لك من
تكريرهم كل حين من عرفت من الورثة.