قال رجل من
الحاضرين: لم نكن نتصور أن الكسل يصل بأصحابه إلى هذه الدرجة.. فلم كان كذلك؟.. لم
كان الكسل عرضا من أعراض النفاق، ووصفا من أوصاف ضعاف الإيمان؟
قال: ذلك أن
الإنسان لا تتحرك جوارحه إلا بإملاء من حقيقته التي هي روحه.. فإن كانت روحه
منغمسة في الأوحال، مستغرقة في الظلمات لم تكد تحرك صاحبها نحو خير.
أرأيتم لو أن
هذا الذي تكاسل عن أعمال البر التي يقتضيها الإيمان عرض عليه ما يملأ خزائنه
بالأموال.. هل تراه يقعد عن ذلك؟
قالوا: لا..
إنا نرى نفوسنا ننشط في هذه المحال نشاطا لا نظير له؟
قال: فاعلموا
إذن أن دواءكم في تقوية إيمانكم.. فليس الجسد إلا خادم بسيط للروح يأتمر لأمرها،
وينتهي لنهيها.
قالوا: وعينا
هذا.. فحدثنا عن العلاج العملي.
قال:
ستعيشونه هنا في جناح التدريبات في هذا القسم.. فلن يتخرج منه إلا من تخلص من
أوثان عجزه وكسله، فلا يستقيم الإيمان مع العجز والكسل.