قال الرجل: أنا لا أستطيع أن أقدم على أمر دون أن
أعلم دليله.
قال
الشعراني: لاشك أنك تعرف حديث زيارة سلمان لأبي الدرداء؟
قال الرجل:
أجل.. فقد روي.. ولنا في السنة ما يدل عليه، ففي الحديث عن أبي جحيفة قال : آخى
النبي a بين سلمان وأبي الدرداء، فزار سلمان أبا الدرداء
فرأى أم الدرداء متبذلة[1]، فقال: ما شأنك؟ قالت : أخوك أبو الدرداء ليس له حاجة في الدنيا، فجاء
أبو الدرداء فصنع له طعاما، فقال له : كل فإني صائم، قال : ما أنا بآكل حتى تأكل
فأكل، فلما كان الليل ذهب أبو الدرداء يقوم فقال له : نم، فنام، ثم ذهب يقوم فقال
له : نم. فلما كان من آخر الليل قال سلمان: قم الآن، فصليا جميعا فقال له سلمان: (إن
لربك عليك حقا، وإن لنفسك عليك حقا، ولأهلك عليك حقا، فأعط كل ذي حق حقه)، فأتى
النبي a، فذكر ذلك له فقال a:
(صدق سلمان)[2]
التفت إلى
الرجل، وقال: أرأيت كيف كان سلمان يأمر أخاه بالدرداء، ولم يكن أبو الدرداء يتردد
في إجابته؟
قال الرجل:
أجل..
قال
الشعراني: فهكذا يفعل الإخوان مع بعضهم بعضا.. فإذا رأى في أخيه عيبا سارع لنصحه،
وإذا رأى فيه تقصيرا سارع لتداركه.. وهكذا.
قال الرجل:
سلمت لك بكل ما ذكرت.. وبورك فيك.
***
بعد أن سمعنا
كل هذا، سألنا الشعراني عن سر الدفاتر والأقلام التي طلب منا إحضارها، فقال: لابد
أن نضع برنامجا نسير عليه في حياتنا.. برنامجا لكل يوم ولكل أسبوع
[1]
متبذلة : أي لابسة ثياب المهنة تاركة ثياب الزينة.