قال: ولذلك فقد من الله علينا.. فخلصنا قبل دخولنا
المدرسة من كثير من الأمراض التي كان تئن من وطأتها قلوب بني إسرائيل.
1 ـ الشجاعة
قلت: وعيت
هذا.. فحدثني عن أول أساتذتكم في هذه المدرسة.. وما الذي تعلمتم منه؟
قال: لقد كان
أول أستاذ لنا في تلك المدرسة رجل ممتلئ نورا وقوة.. وقد كان أشبه الناس في صفاته
بحمزة بن عبد المطلب ذلك الصديق الولي صاحب رسول الله a
وعمه.. وقد كان الجميع يطلقون عليه لذلك حمزة..
قلت: فقد
تعلمتم على يديه علوم الشجاعة إذن؟
قال: أجل..
فلا يعلم الشجاعة إلا الشجعان.
قلت: فحدثني
عما تعلمتم على يديه.
قال: لا يمكن
إحصاء ذلك في هذا المجلس.. ولذلك سأكتفي بأول درس تلقيناه منه.. وفيه كثير مما
يغنيك.
قلت: فحدثني
عنه.
قال: عندما
دخلنا عليه مجلسه في ذلك التيه.. خاطبنا بقوله: لن تتخلصوا من هذه المتاهة إلا
بالشجاعة.. فلا يمكن للجبان أن يخرج من تيه نفسه، ولا من تيه الصحراء.
قلنا: فما الطريق
إلى ذلك؟
قال: أول
الطريق إلى ذلك التأسي بالشجعان، وتقمص شخصياتهم..
قال رجل منا:
أنت تطلب منا أن نقرأ سيرة عنترة إذن.
قال: لا..
سيرة عنترة سيرة تختلط فيها الحقيقة بالخرافة.. ولا يمكن للخرافة أن تصلح أحدا.