والقرآن
الكريم يذكر موقفا آخر من مواقف شجاعة إبراهيم u..
وهو قد يكون أشد من الأول وأعظم منه.. إنه حواره مع الملك، قال تعالى :﴿ أَلَمْ
تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ
الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا
أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ
الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لَا
يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (258)﴾ (البقرة)
تصوروا لو أن
إبراهيم u كان صاحب قلب جبان ضعيف.. هل كان يمكنه أن يبقى له
من العقل ما يستطيع أن يخاطب به ملكا ظالما مستبدا؟
قلنا: عرفنا
الأول.. فحدثنا عن الثاني.
قال: هو موسى
u.. فهو بجميع مواقفه نموذج، بل مدرسة من مدارس
الشجاعة الكبرى.. ابتداء من أول رسالته إلى منتهاها، بل ابتداء من أول حياته إلى
منتهاها..
اسمحوا لي أن
أستعرض لكم بعض ما ورد في شأن شجاعته، وتأثيرها في حياته، بل في حياة أمة من الناس..
وسأنقل لكم
ذلك من القرآن الكريم.. كتاب الحقائق والسلوك..