ثم يرسم
القرآن الكريم صورة أخرى من صور شجاعة موسى u
وهو يواجه السحرة، قال تعالى :﴿ قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَن تُلْقِيَ
وَإِمَّا أَن نَّكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى (65) قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا
حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى
(66) فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُّوسَى (67) قُلْنَا لا تَخَفْ إِنَّكَ
أَنتَ الأَعْلَى (68) وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا
كَيْدُ سَاحِرٍ وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى (69)﴾ (طه)
ثم ذكر الله
موقفا آخر من مواقف شجاعته، وهو في ذلك الموقف الصعب الذي وقف فيه حيث كان البحر
أمامه والعدو وراءه.. في ذلك الحين تداركه إيمانه، فأنقذه، قال تعالى :﴿ فَأَتْبَعُوهُم
مُّشْرِقِينَ (60) فَلَمَّا تَرَاءى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا
لَمُدْرَكُونَ (61) قَالَ كَلاَّ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ (62)
فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفَلَقَ فَكَانَ
كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ (63) وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الآخَرِينَ (64)
وَأَنجَيْنَا مُوسَى وَمَن مَّعَهُ أَجْمَعِينَ (65) ثُمَّ أَغْرَقْنَا الآخَرِينَ
(66)﴾ (الشعراء)
وهكذا.. لو
تأملتم حياة موسى u حسبما يورده القرآن
تجدونه بطلا من الأبطال الكبار.. وشجاعا من الشجعان العظام.. وتجدون أنه لو لم
يتخلق بهذا الخلق العظيم لما أمكنه أن يقوم بتلك المنجزات التي وفقه الله للقيام
بها.
قلنا: وعينا
هذا.. فحدثنا عن النموذج الثالث.
قال: النموذج
الثالث ذكره القرآن في سياق إيراده لقصة موسى u..
إنهم السحرة..