responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسرار الإنسان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 305

الشهوات التي حولتهم إلى براميل من الشحم واللحم.

بدأ عيسى حديثه بقوله[1]: مرحبا بكم في هذا القسم الذي تدربون فيه على تملك شهوة الطعام.. فمن لم يملك شهوة الطعام ملكته.. ومن ملكته بطنه حصل له من الخراب ما لا يجبره شيء..

لقد اتفق على هذا كل الشهود العدول..

فالله تعالى رب العالمين والخبير بالنفس الإنسانية وبمطالبها وشهواتها قد جعل من أركان دينه الصوم، وأخبرنا أنه قد كتب على غيرنا من الأمم، قال تعالى :﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183)﴾ (البقرة)، وليس الصيام سوى سيف تضرب به الشهوة لتعود إلى وعيها.

وأخبرنا الله تعالى أن آدم وزوجه أخرجا من دار القرار إلى دار الذل والافتقار؛ وكان سبب خروجهما أنهما نهيا عن الأكل من شجرة شجر الجنة، فغلبتهما شهواتهما حتى أكلا منها فحصل لهما بالأكل منها ما لم يكونا يتوقعانه، قال تعالى :﴿ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى (120) فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى (121) ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى (122) قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى (123)﴾ (طه)

لا تحسبا أن تلك الشجرة موجودة في الجنة فقط.. إن في الدنيا شجر مثلها كثير.. وقد نهينا عنه.. ولكن البطون الممتلئة بالشهوات تأبى إلا أن تعيد الحكاية من جديد.. وليتها إذ تعيدها تستغفر وتتوب.. بل إنها تترنح بالشهوات حتى تسقط في مستنقع النفس الآسن.


[1] هذه الخطبة مقتبسة بتصرف من كتاب (كسر الشهوتين)، وهو الكتاب الثالث من ربع المهلكات من إحياء علوم الدين، وننبه هنا إلى أن ما ننقله هنا من فوائد الجوع ومذامه منقولة من هذا الكتاب بالتصرف الذي ألفناه في هذه السلسلة.

نام کتاب : أسرار الإنسان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 305
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست