قال بعض
تلاميذه: لقد وعينا جميع ما ذكرت.. ونحن نسألك عن أصناف الناس في علاقة علمهم
بالعمل.
قال: الناس
في علاقة علمهم بعملهم على أربعة أصناف[1] :
الصنف الأول:
من له العلم بما يجب أن يفعل، وله مع ذلك قوة العزيمة على العمل به، وهم الموصوفون
بقوله تعالى في غير موضع :﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ..
﴾
والصنف الثالث:
من له العلم وليس له قوة العزيمة على فعله، فهو في مرتبة الجاهل بل هو شرٌّ منه،
كما روي أن حكيماً سئل: متى يكون العلم شرّاً من الجهل فقال: (أن لا يعمل به)،
وروي عن أمير المؤمنين عليّ أنه قال: (من كانت ضلالته بعد التصديق بالحق فهو بعيد
من المغفرة)
والصنف
الرابع: من ليس له العلم لكن له قوة العزيمة، فهذا متى انقاد لأهل العلم وعمل
بقولهم أنجح في فعله وصار من الموصوفين بقوله تعالى :﴿ وَمَنْ يُطِعِ
اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ
مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ