قال: وهكذا
كل الأنبياء والأولياء.. فالحياة التي يلفها الزور حياة متثاقلة للطين، مستسلمة
للرغبة، مدفونة في الأنا.
قلت:
فالإخلاص هو السكين التي تقطع حبال الأنا التي تشدها إلى السفل؟
قال: أجل..
فلا يمكن للمقيد بقيود أهوائه أن يحلق مع العارفين في سموات الأنس.
قلت: فعلمني
من أسرار الإخلاص ما أقطع به هذه الحبال التي تشدني إلى السفل، وتمنعني من
التحليق.
قال: أي
إخلاص تريد؟
قلت: أليس
الإخلاص واحدا؟
قال: الإخلاص
عند المخلصين إخراج الخلق من معاملة الحق، وأول الخلق النفس.. والإخلاص عند
المحبين أن لا يعملوا عملاً لأجل النفس، وإلا دخل عليها مطالعة العوض، أو الميل
إلى حظ النفس.. والإخلاص عند الموحدين خروج الخلق من النظر إليهم في الأفعال وعدم
السكون والإستراحة إليهم في الأحوال.