responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسرار الإنسان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 392

القابل، فاستقبله سعد بن معاذ فقال: يا أبا عمرو إلى أين؟ فقال ولها لريح الجنة، إنى أجد ريحها دون أحد. فقاتل حتى قتل، فوجد في جسده بضع وثمانون، ما بين رمية، وضربة، وطعنة. فقالت أخته بنت النضر: ما عرفت أخي إلا بثيابه[1].

قال: وقد روي في ذلك عن رسول الله a قوله: (الشهداء أربعة: رجل مؤمن جيد الإيمان لقى العدو فصدق الله حتى قتل فذلك الذي يرفع الناس إليه أعينهم يوم القيامة هكذا ـورفع رأسه حتى وقعت قلنسوته ـ و رجل جيد الإيمان إذا لقي العدو فكأنما يضرب وجهه بشوك الطلح أتاه سهم عاثر فقتله فهو في الدرجة الثانية، ورجل مؤمن خلط عملا صالحا وآخر سيئا لقي العدو فصدق الله حتى قتل فذلك في الدرجة الثالثة، ورجل أسرف على نفسه لقي العدو فصدق الله حتى قتل فذاك في الدرجة الرابعة)[2]

قلت: وعيت هذا.. فحدثني عن الصدق الخامس.. حدثني عن الصدق في الأعمال.

قال: رب‌ واقف على هيئة الخشوع في صلاته، ليس يقصد به مشاهدة غيره، ولكن قلبه غافل عن الصلاة، فمن ينظر إليه يراه قائما بين يدي الله تعالى، وهو بالباطن قائم في السوق بين يدي شهوة من شهواته.. فهذه أعمال تعرب بلسان الحال عن الباطن إعرابا هو فيه كاذب وهو مطالب بالصدق في الأعمال.

ومثله من يمشى الرجل على هيئة السكون والوقار، وليس باطنه موصوفا بذلك الوقار، فهذا غير صادق في عمله، وإن لم يكن ملتفتا إلى الخلق، ولا مرائيا إياهم.

قلت: إن هذا الصدق لعسير.

قال: أجل.. فلا ينجو من هذا إلا باستواء السريرة والعلانية، بأن يكون باطنه مثل ظاهره أو خيرا من ظاهره..


[1] رواه الترمذي وقال حسن صحيح والنسائي في الكبرى وهو عند البخاري مختصرا.

[2] رواه الترمذي.

نام کتاب : أسرار الإنسان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 392
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست