responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسرار الإنسان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 420

جبن في القلب، وهو نوع ضعف قلما يخلو الإنسان عن شي‌ء منه وإن قلّ، وقد يقوى فيصير مرضا.

قلت: وعيت هذا.. فما مراتب المتوكلين في هذا؟

قال: مراتب التوكل لا تحصى.. ولكن يمكن تقسيم مجامعها الكبرى إلى ثلاث.

قلت: فما المرتبة الأولى؟

قال: أن يكون حاله في حق اللّه تعالى، والثقة بكفالته وعنايته، كحاله في الثقة بالوكيل الذي توفرت له جميع القدرات.

قلت: وما الثانية؟

قال: أن يكون حاله مع اللّه تعالى كحال الطفل مع أمه. فإنه لا يعرف غيرها، ولا يفزع إلى أحد سواها، ولا يعتمد إلا إياها. فإذا رآها تعلق في كل حال بها، ولم يخلها. وإن نابه أمر في غيبتها كان أول سابق إلى لسانه يا أماه، وأول خاطر يخطر على قلبه أمه، فإنها مفزعه. فإنه قد وثق بكفالتها، وكفايتها، وشفقتها.. فمن كان باله إلى اللّه عز وجل، ونظره إليه، واعتماده، عليه، كلف به كما يكلف الصبي بأمه، فيكون متوكلا حقا. فإن الطفل متوكل على أمه. والفرق بين هذا وبين الأول أن هذا متوكل وقد فني في توكله عن توكله، إذ ليس يلتفت قلبه إلى التوكل وحقيقته‌، بل إلى المتوكل عليه فقط، فلا مجال في قلبه لغير المتوكل عليه. وأما الأول فيتوكل بالتكلف والكسب. وليس فانيا عن توكله، لأن له التفاتا إلى توكله وشعورا به، وذلك شغل صارف عن ملاحظة المتوكل عليه وحده.

قلت: وعيت هذا.. فما المرتبة الثالثة؟

قال: أن يكون بين يدي اللّه تعالى في حركاته وسكناته مثل الميت بين يدي الغاسل، لا يفارقه إلا في أنه يرى نفسه ميتا تحركه القدرة الأزلية كما تحرك يد الغاسل الميت.. وهو الذي قوى يقينه بأنه سبحانه وتعالى مجرى للحركة، والقدرة، والإرادة، والعلم، وسائر

نام کتاب : أسرار الإنسان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 420
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست