responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسرار الإنسان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 465

ثامنا الصاعد

قلت: عرفت السر السابع من أسرار الإنسان.. فما السر الثامن؟

قال: هو الصعود.. فكما أن الإنسان يمكن أن ينزل إلى الهاوية.. فإن الله تعالى برحمته وحكمته ولطفه وهبه القدرة على الترقي والترفع والصعود.

قلت: إلى أين؟

قال: إلى جميع الكمالات التي تحملها بذرة ذاته.. لقد خلق الله ذات الإنسان في أحسن تقويم.. وخلق لها القدرة على الترقي في ذلك التقويم الحسن الذي جبلها عليه.

قلت: فكيف اهتديت إلى هذا السر؟

قال: بعد أن امتلأت هما نتيجة ما رأيت من انحدار الإنسان وسقوطه، سرت في تلك المدينة العجيبة ـ التي فتح الله لي فيها من علوم الإنسان ما كان منغلقا ـ إلى البرية.. وكأني أفر من هذا الإنسان الذي لا يعرف إلا الانحدار..

وبينما أنا أسير لا أدري إلى أين رأيت شابا لم يتجاوز المراهقة إلا قليلا، أو لعله لا يزال مراهقا.. فقلت في نفسي: ويل لهذا الشاب المسكين.. وماذا ينتظره من جحيم هذه الحياة وحفرها.. ما أصعب أن ينجو الإنسان في هذا العالم..

ما قلت ذلك، حتى قصدني الشاب، وسلم علي بأدب، وقال: أرى ـ يا عم ـ أنك قد تهت عن طريق الجبل.. الطريق ليست من هنا.

قلت مستغربا: أي جبل؟.. أنا أسير فقط.. لست قاصدا أي جبل.

قال: عجيب ما أرى.. كيف تترك الجبل.. وتهيم على نفسك في هذه البراري التي لا تورثك إلا الغفلة.

قلت: لم أفهم ما تقصد.

نام کتاب : أسرار الإنسان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 465
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست